صبيان في السبعين وعجائز في العشرينالعقل يحصن نفســه ضد الشيخوخة والخرف بالعمل المتواصل .والعكس صحيح أيضآ ، فما أن يتقاعد الدماغ حتى يبدأ الزهايمر مبكرآ .وإذا كان الجسد يدافع عن عافيته بالرياضة ، فإن العقل يفعل ذلكولكن رياضته عقلية ، ومادتها التأملوأعمال الدماغ في تحليل الظواهر والمواقفوعدم الإكتفاء بالإشباع العابر والسريع .الخير في هذا المجال ، يمر معه المزيد من الخير ،والبطالة الذهنية تمر معها المزيد من الكسل والإستنقاع العقلي ،بحيث يهرم الإنسان قبل أوانه ، وتزحف إليه الشيخوخة الأخرىوالأخطر من شيخوخة البدن وهي شيخوخة العقل .والوصفة الوحيدة لإدامة النشاط الذهني هي القراءة وتنمية القدرة على الإستبصار ، فهناك كائن أعلى وكائن أدنى .فكلما تقدم الإنسان في العلوم والخبرات إزداد لديه منسوب الربط المنطقي بين الأسباب والنتائج .ليس غريبآ أن يكون هناك شبان في السبعين أو الثمانين من العمرمقابل رجال ونساء طاعنين في السن لكنهم يعيشون في الثلاثين أو ما دونها .أن منطق التقاعد بحد ذاته هو موت طوعي أو إنتحار ،إذا أن المقصود به إغماض العينيين عما يحدث في العالموالخلود إلى سبات يستغرق الفصول كلها .الإقلاع عن التفكير والقراءة تؤدي إلى الخرف المبكر وشيخوخة العقل حتى لو بقي الجسد ينعم بالعافيـة ..مع تحياتي لكمنجيب ايوب
المفضلات