مصطفى أحمد سليمان
موجة الاعتصام والمسيرات السلمية ورفع اليافطات والشعارات التي يشهدها الشارع الأردني تتجه إلى طريق مبهم وغير مفهوم المعالم في ظل تعدد المطالبات التي طالما سمعنا عنها ومستوعبين فحواها بالرغم من التغييرات الجذرية التي طرأت مؤخرا على الساحة المحلية ، ودعم جلالة الملك الكامل لكافة الإصلاحات الوطنية ، ولكن الى متى ستستمر مثل هذه المسيرات ، وهل الواقع الأردني قادر على الاستمرار في هذا النهج الشعبي؟.
فالأردن بقيادته الهاشمية قادرة على تخطي الأزمات مهما احتقن بها الشارع الأردني بهمة شعبه الواعي والمدرك لعواقب الأمور خاصة بعد أن كرر جلالة الملك مرارا ان مسيرة التغيير ومحاربة الفساد ستطال كل من له يد في زعزعة واستقرار قوت شعب هذا البلد الطيب المشهود له بالوفاء لعرش الهاشميين الذين طالما ومنذ 60 عاما يدافعون ويدرؤون عنه الخطب والأزمات بالرغم من محدودية الموارد إلا أن الأردن عظيم الانجازات بأبنائه وسواعدهم المشمرة دوما دفاعا عنه.
ما يدفعني الى القول أن ما يجري ويحدث هنا أو هناك في دول المنطقة يؤشر على أن رص الصفوف الداخلية للوطن أمر لا بد منه وبغير ذلك سيؤدي لا قدر الله تعالى الانزلاق نحو الهاوية وخسران ما تم انجازه في ستة عقود خلت وباتت الامور غاية في التعقيد يصعب علينا التكهن بنتائجها والدليل ما حدث في دول الجوار خاصة العراق والصراعات الداخلية التي تنتابه بين لحظة وأخرى في ظل انعدام الأمن والأمان فيه لعيش ولو البسيط لكل مواطن والحياة الغير مستقرة أمنيا واقتصاديا في كل من مصر وتونس.
فالأردن قوي بتماسك وحدته الوطنية وبحكمة قيادته الشابة والفذة التي لا تألو جهدا في بسط الحياة الرغيدة لكل مواطن حيث كفل الدستور الأردني للجميع بالمطالبة بحقوقهم وبالعدالة التي ننعم بها أينما ارتحلنا لن تجدها في بلدان مجاورة مهما علت الشعارات والسياسات فنحن مع المسيرات المطالبة حتى بأبسط الحقوق ولكن الخروج عن المألوف لن يجدي نفعا في ظل الحراك الشعبي في الدول العربية الأخرى فهل سأل احدنا نفسه هل هناك حرية في التعبير والتحرك أينما شئت أكثر من ذلك.. وهل تحتمل الساحة الأردنية توقفا لحركة الاقتصاد ولو للحظة لا قدر الله.. وهل لدى الأردن مخزونات عالية تكفي لسد احتياجات الشعب من الأغذية والأدوية والموارد الأخرى في حال تفاقمت الاحتجاجات واندساس ذوي الأطماع الشخصية بين الجماهير..وماذا عن إستراتيجية وأطماع الدول الأخرى في هذا الوطن الغالي.
لذا واجب علينا جميعا شعبا وأحزابا ونقابات في هذا الوقت الالتفاف صفا واحدا خلف العرش الهاشمي وترك إدارة دفة الحكم لها دون منغصات كونه الأساس وصمام أمان لحماية هذا الوطن وشعبه وعدم الالتفات إلى ما تردده بعض الأبواق من هنا أو هناك أو ذوي الأطماع الشخصية.
فقوة الأردن مستمدة من قوة شعبه وقيادته الحكيمة وحماهما الله من كل سوء.
المفضلات