المــرآة والمـرأةبعضهم ينظرن إلى المرآه أكثر مما ينظرن في وجوه أزواجهنليس من باب الإمتعاض من الزوج أو الملل من صورة البعل ورفيق الدرب والعمر الأبدي . وإنما لأن المرآه بالنسبة للمرأة هي أكسير الحياة والحيز العاكس لصورتها .وربما لتكوينها النفسي وكيانها الروحي .وهكذا تتحدث بعض النســاء إلى المرايــالأن المرايــا تتحدث وتتكلم ،وعندما تمسح المرأة وجه المرآه بمنديل خفيف يخيل لها أنها تمسح قطرات من الدمع أو العرق . فالصورة هي منعكسة في لوح زجاجي أو على صفحة ماء أو على مجرى نهر أو في غدير صغير ،هي في النهاية صورة كائن بشري مرئية وعابرة ورجراجة في الماء تتحول إلى رؤية المرأة ذاتها تتحول إلى صورة حية وناطقة لها صوت وهيئة ورائحة . الكلام بين البشر بين الرجل والمرأة سوف ينقرض بل الكلام الجميــل يبدوا آخذآ في الإنقراض وذاهب إلى التلاشي ، كأن الإنسان في المخاطبة يعود إلى لغة الإشــارة باليد والعين وحركة الرأس وحركة الأصابع وإيقاع الصوتمستغـنيـآ عن النطق الذي يخرج من اللسان ومن القلب .كأن الأرض مرآة خرسـاء والدنيا بلا أصوات ومع ذلك تمتلىء الأرض بأصوات أخرى ليست بشرية بدءآ من صوت الطائراتالمحملة بالبشر والأسلحة وإنتهاءآ بصوت عربة إســعاف التي تحمل مريضآ أو مصابآ وهو بين الحياة والموت .أكثر من نصف سكان الأرض هم بين الحياة والموتلا هم أحياء ولا هم موتى أو هم أحياء بلا حياة وموتى بلا موتوهؤلاء كلهم لديهم المرايــا ليرو صور أنفسهم الضعيفة والقوية ، وفوق كل هذا كم يلزمنا من المرايــا لنزيل عنها الدمع .مع تحياتنجيب ايوب
المفضلات